الجمعة، 20 يوليو 2012

\\ قصة عن الجن في الكويت \\

(جني منطقة كبد)

في عطلة نهاية الأسبوع كان مبارك ذاهبا إلى الشاليه الخاص به في منطقة كبد ، حيث يذهب هناك بأستمرار على مدار العام ، وذلك لشعوره بالراحة والمتعة في قضاء بعض الوقت .
منطقة كبد تشتهر بأنها المكان الوحيد في الكويت الذي فيه (جواخير) لتربية الحيوانات بمختلف أنواعها ، بالإضافة إلى إشطبلات الخيول ،حيث إن المزارع منتشرة في كل مكان هناك ، وبعض الناسحول الجاخور إلى مزرعة أو شاليه بكامل خدماته ففي معظم الأوقات يكون الجو جميلا رائعا .
ولكون منطقة كبد تقع على بعد 30 دقيقة من العاصمة لذا فالناس ترغب في امتلاك شاليه هناك وذلك لتجارة الحيوانات أو الترفيه ، حيث أصبحت في السنوات الأخيرة تستقطب الكثير والمرتادين لتلك الإستراحات ، ويوجد بها سوق مركزي صغير يوفر كافة الأحتياجات للفرد ، والممتع في الأمر أن هناك الكثير من النشاطات التي تقام منها الرياضي أو الفني .. أو غير ذلك ، حيث يقام فيها سباق الإبل ومزاد لمختلف الطيور والحيوانات النادرة ..
قامت دولة الكويت بتوزيع أراضٍ لمربي الماشية لأستغلالها كجواخير ، وبعد ذلك تم تغيير بعض هذه الجواخير وتجهيزها وبنائها ليتم استغلالها كأستراحات أو شاليهات ومنتجعات صغيرة ..
نعود إلى مبارك الذي يملك جاخوراً هناك، وفي يوم من أيام الخميس من شهر مارس 2010م ، كان مبارك ذاباً إلى هناك في ساعة متأخرة من الليل ، وبعد مروره من محطة البنزين الأولى على خط كبد لاحظ أن هناك شخصاً واقفاً على جانب الطريق يلوح بيده ، وبينما هو يقترب أكثر فأكثر رأى مبارك أن الواقف كان رجلاً كبيراً في السن مرتدياً (دشداشة) و غترة بيضاء اللون ، يقف على جانب الطريق وكأنه ينتظر أحداً لكي يقله . رأى مبارك الرجل واستغرب من وجوده في هذا المكان في وقت متأخر من الليل، وبينما هو يفكر مر من جانبه ولم يتوقف ، لكنه شعر بالذنب تجاهه فنظر عبر مرآة السيارة ليجده واقفاً يلتفت إليه ، عندها قال مبارك في نفسه : سوف أرجع وأقلّ الرجل المسن فمن المؤكد أنه محتاج إلى مساعدة .
فقرر مبارك أن يعود لمساعدة ذلك الرجل المسن ، وحينما كان عائداً ظلت عيناه معلقتين إلى الرجل باستمرار ، وشاهد شيئاً غريباً جداً ، فقد ظل الرجل المسن ينظر إلى مبارك حتى دارت رأسه 180 درجة بشكل غريب ، مما أرعب مبارك ، ومع ذلك أمنه وتوقف بالسيارة أمامه.
المفاجأة أنه عند رؤية مبارك للرجل المسن ذهل مما يشاهد ، لقد كان منظر المسن غريباً جداً ، وهو ما أثار خوفاً شديدا في قلب مبارك ، حتى وصل به الموقف إلى لوم نفسه بالوقوف لهذا المسن ، وجدهما كبيرتين جداً تخرجان عن نطاق المألوف ، حمراوين جاحظتين والأدهى أن سواد العين كان الأكثر وضوحاً ، كما لاحظ أن وجهه كان ذائباً مصفوق الخدين مرعباً في طوله ، وكانت ملابسه متسخة وقديمة ونعله مقطع قليلا ..وفي أثناء ذلك نطق الرجل قائلاً بصوت غليظ عال ومخيف ((وصلني جدام)) وسكت ثم قال ((هنااااااك)) وأشر بيده إلى الطريق . أوجس مبارك خيفة من ذلك الرجل المسن لما رأه منه من منظر مخيف وغريب ،رد مبارك وقال : سوف أوصلك إلى المكان الذي تريده .
فهذه سمة شباب الكويت يساعدون المحتاج دائماً . وكان مكان وقفهما على خط إسفلت العبدلية بطريق المضخة في كبد .
لاحظ مبارك أن المسن منحني الرأس إلى أسفل ركب السيارة ولم يتكلم مع مبارك أبداً حتى وصلا إلى الشارع والمكان الذي يريده تحديداً ،وكان ذلك عند طريق الأرتال ، تكلم مرة ثانية بصوته المرعب المخيف : هنا .. أريد أن أنزل ..
---------------------------
وصل مبارك إلى الشاليه الخاص به بعد الرعب الذي عاشه ، فتح الشاليه ودخل يريد أن يرتاح ،ووضع كل أمتعته في غرفة نومه ثم دخل الحمام وهو يفكر في الرجل المسن ،وكيف كان منظره المخيف ، وفجأة سمع صوت عبوة بيبسي تتدحرج على الأرض مصدرة صوتاً مخيفاً ، وعلى الفور خرج مبارك من الحمام وذهب إلى مكان صدور الصوت ، فوجد أن بعض قناني البيبسي على أرض المطبخ مع أنه لم يحضر معه بيبسي . نظر حوله يريد أن يتأكد من أن هناك أحداً غيره في الشاليه ، ومن أين أتت هذه العبوة ، فلاحظ مبارك أن العبوة أتت من الديوانية ،وذلك بعد تعقب آثارها على الأرض، وكانت الدهشة بأن باب الديوانية كان شبه مغلق. نظفمبارك المكان بهدوء وهو خائف ومنزعج مما حدث له في هذا اليوم المشؤوم ، وبعد أن انتهى من التنظيف دخل المطبخ يريد أن يجهز العشاء ، وبينما هو هناك لاحظ أن كل شيء يضعه على النار أو في السخان يحترق بشكل سريع، وهو ما جعله يتضايق. حضر ما يريده من طعام للعشاء وذهب إلى مكانه المفضل لديه هو الديوانية التي كانت تحتوي على جميع المستلزمات للتمتع والراحة ، وهي المكان الأنسب لمبارك يجد فيه لنفسه الراحة و الخلوة .
بعد أن حضر العشاء ذهب وهو يدندن كانت حاضرة في باله ، وعندما فتح مبارك باب الديوانية وجدها مظلمة، فوضع يده على مكان المفتاح، فتح الإضاءة يريد أن يدخل، فوقع نظره على زاوية الديوانية وكانت المفاجأة .. لقد كان الرجل المسن ممدداً على الأرض واضعاَ رجلاَ على ، ويضع يديه الأثنتين فوق رأسه ينظر إلى مبارك بعينيه المخيفتين دون أن يتكلم على الإطلاق . سقطت الصينية من يدي مبارك ، وأحس بأن شعر جسمه وقف ، وصمت بعدما كان يدندن ، فاتحاً عينيه من هول المفاجأة . تمالك مبارك نفسه وهرب غلى السيارة وبها إلى بيته ، تاركاً الشاليه مفتوحاً دون أي مبالاة لما سوف يحدث أو يسرق .
-----------------
وبينما هو يسير مسرعاً في الطريق كانت الأفكار والمناظر تتكرر في ذهنه ، وكان يسأل نفسه : من أين أتى هذا الرجل ؟ ولماذا هو في ديوانيتي الخاصة ؟ من المؤكد أن الأحداث التي جرت في الشاليه من سقوط البيبسي حتى إحتراق الطعام كان له يد فيها .
ومع مشاعر مظطربة وخائفة زاد في سرعة السيارة حت بات في مرحلةالخطر الشديد ، وبعد كل هذا وصل مبارك بحفظ الله إلى بيته سالماً ، تنتابه مشاعر جديدة تخيفه . ذهب إلى غرفته وجلس يفكر خائفاً من ظهور صاحب العينين الكبيرتين مرة أخرى ، وجلس كذلك طوال الليل لم يستطع أن ينام أو يغمض له جفن حتى طلع الصبح وهو على هذه الحالة المزرية يملؤه الخوف.
في الصباح اتصل مبارك بأحد أصدقائه ليحكي له الأهوال التي مرت عليه البارحة وقصة ذلك الرجل المسن وبعد الحديث والكلام قال له صاحبه : أنا سوف أذهب إلى الشاليه لأطفئ الأنوار وأقفل الأبواب وأطمئن على المكان .لكن مبارك نصحه بألا يذهب إلى هناك ، وحذره من أن ما حدث أمر مخيف وخطير .
كان صديقه مصراً على الذهاب ، وذلك لمصلحة مبارك وحفظ أملاكه من التعرض للسرقة أو التخريب ، فقد كان لا يؤمن بهذه الأمور ، وكان شجاعاً لا يخاف ، وفي النهاية وافق مبارك أن يذهب صديقه إلى الشاليه ولكن نصحه بالحذر الشديد .
وصل صديق مبارك إلى الشاليه ولكن نصحه بالحذر الشديد.
وصل صديق مبارك إلى الشاليه في الساعة الثانية ظهراً وهو مملوء بالخوف والحذر ، وبعد أن شاهد المكان وجد أن الأنوار والأبواب كانت مفتوحة ، حينها دخل الشاليه وهو يبسمل متوكلاً على الله ،و شرع يغلق الغرف والصالات حتى وصل إلى الديوانية والخوف ينتابه ويكاد قلبه يخرج من صدره من شدة ضرباته ، وعند وصوله إلى الديوانية نظر من بعيد فوجد أن جزءاً من الديوانية قد أحترق ، لاحظ أن المكان الذي وصفه له مبارك هو المحترق .. هو نفسه مكان تمدد المسن ، حينها أطفئ الأنوار وخرج مسرعاً .
قص الصديق لمبارك تفاصيل ما شاهده في الديوانية ومنظر الحريق ، وكيف تغلب الخوف عليه ، ونصحه بأن يذهب بنفسه لمعاينة الحادث ، فأجابه مبارك بأنه محال أن يرجع إلى الشاليه مرة ثانية ، وهذا قراره .
بعدما فكر مبارك كثيراً فيما حدث له تشاءم من الشاليه وقرر أن يبيعه ،وتم بيع الشاليه دون أن يذهب حتى لأخذ أغراضه الشخصية ، وبعدها اشترى مزرعة في منطقة الوفرة ، مبتعداً كل البعد عن منطقة كبد ، وهو الأن في أحسن حال .

النهاية